عبد الرحمن الكواكبي
من هو عبد الرحمن الكواكبي
من رواد مفكري النهضة العربية. هو عبد الرحمن ابن الشيخ أحمد أفندي من آل الكواكبي من حلب وبيتهم من بيوتات المجد والشرف (خاندان) المشهورة في الأستانة العلية و حلب . ولد عبد الرحمن الكواكبي في 23 شوال سنة 1265 وتعلم القراءة والكتابة في المدارس الأهلية الابتدائية ، ثم استحضر له أستاذ مخصوص عَلَّمَه أصول اللسانين التركي والفارسي . وتلقى العلوم العربية والشرعية بمدرسة الكواكبية المنسوبة لأُسرته ، وأخذ الإجازات من علمائها ودَرَّس فيها . وهو يقرأ ويكتب بالعربية والتركية . وقد وقف على العلوم الرياضية والطبيعية وبعض الفنون الجديدة بالمطالعة والمراجعة . ومن تأليفه تحرير الجريدة الرسمية ( فرات ) بقسميها التركي والعربي في سنة 1292 إلى سنة 1297 . ومنه جريدة الشهباء التي أنشأها في حلب سنة 1293 وكان هو المحرر لها
بداية عبد الرحمن الكواكبي وعمله ودراسته
تعلم الكواكبي في المدرسة الكواكبية التي كان والده مدرس فيها ومديرا لها . كان له اطلاع واسع على سائر المعارف خاصة في المجال السياسي والفلسفي والقانوني فدرس الحقوق حتى ابدع فيها
دخل في وظائف الدولة رسميًّا في الثامنة والعشرين من عمره وفي سنة 1293. عُيِّنَ محررًا رسميًّا للجريدة الرسمية بقسميها براتب قدره ثمانمائة قرش . وفي 5 ربيع الأول سنة1295 عُيِّن كاتبًا فخريًّا للجنة المعارف التي تأسست في ولاية حلب . وبعد ثلاث سنين اتسعت دائرة اللجنة وزيد فيها قسم النافعة وعين عضوا فخريًّا فيها. وفي 2 جمادى الأولى تعين محررًا للمقاولات وفي 16 ربيع الثاني سنة 1298 صار مأمورالإجراء في ولاية حلب. وفي 7 رمضان سنة 1298 عين عضوًا فخريًّا للجنة النافعة. وفي 22 ذي القعدة سنة 1299 عين بأمر نظارة العدلية في الآستانة عضوًا في محكمة التجارة بولاية حلب مع البقاء في وظيفته الأولى محرر المقاولات وفي سنة 1303 انفصل من هذه الأخيرة وفي 4 رجب سنة 1304 عاد إلى وظيفة مأمور الإجراء، وفي 23 رجب سنة 1310 عُيِّنَ رئيسًا للبلدية.
فكر عبد الرحمن الكواكبي
كان يخوض معركته الكبرى مع الاستبداد السياسي الذي سخر حياته وقلمه وفكره لمحاربته والتوعية بأخطاره الشعوب وتأثيره على تقدمها وأبداعها
شعور عبد الرحمن الكواكبي بالظلم وتحمسه للحرية كان الدافع الأكبر في أنطلاق مواقفه وارائه المنتقدة والمناهضة للسلطة العثمانية في ذلك الوقت ، وكان دعم الناس له وتأييدهم لأرائه هو الدافع للأستمرار حتى وصف بمقارع المستبدين
هجرته الى البلاد
عندما بلغت حدة الصراع الفكري بين عبد الرحمن الكواكبي والسلطة العثمانية في حلب ذروتها ، وبدأت السلطة تحيك المكائد له ، قرر الهجرة الى مصر
ولأن مصر كانت تحت الأحتلال الإنكليزي في ذلك الوقت ، فكان يتيح الحرية في المعارضة للأتراك ، فوجد الكواكبي فسحة لينشر افكاره بعيدا عن الملاحقة والتضييق من العثمانيين
فبدأ رحلة طويلة في إفريقيا
ففي عام 1901 ميلادي قام الكواكبي برحلة شهيرة أستغرقت 6 أشهر زار فيها شرق أفريقيا وجنوبها ، ودخل الحبشة وسلطنة هرر وذهب للصومال حتى شبه الجزيرة العربية
وزار جنوب اسيا والهند واندنوسيا حتى طاف في السواحل الجنوبية للصين ،
فكان يدرس ويتعرف اثناء هذه الزيارات على البلاد . والناس وثقافاتهم . واقتصادهم واحوالهم ومعيشتهم فجمع من العلم الكثي
تحدث الكواكبي بوصفه مصلحا إسلاميا في الكثير من آثاره الفكرية عن المنهج الإسلامي في الإصلاح السياسي وعن نظام الحكم الذي يسميه فالتمس أصول الإصلاح وفلسفاته وقوانينه من التجارب التاريخية
وأكد أن داء الأمة يكمن في فساد السياسة وإنتاج المستبد الذي "يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدي، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتّداعي لمطالبته"
ومن هنا قرر الكواكبي في كتاباته أنه "يلزم أولا تنبيه حس الأمة بآلام الاستبداد، ثم يلزم حملها على البحث في القواعد الأساسية للسياسة المناسبة لها بحيث يشغل ذلك أفكار كل طبقاتها"، مضيفا أن "أن الخلاص إنما يكون في الشورى الدستورية".
وهو يضع على الأمة مسؤولية كبيرة في التحرر من الاستبداد الداخلي لأن وجوده مقدمة لتمكن الاستبداد الخارجي، وإذا "لم تحسن أمة سياسة نفسها أذلها الله لأمة أخرى تحكمها، ومتى بلغت أمة رشدها وعرفت للحرية قدرها استرجعت عزتها، وهذا عدل".
ويلخص الكواكبي رؤيته للحرية ومشكلات الاستبداد بقوله إن الهدف من الديمقراطية والحرية والعدالة هو خدمة المجموع وسعادته، وهو لا يقصد فقط الحرية السياسية بل كان يرى للديمقراطية مضمونا اجتماعيا، ويراها التزاما للإنسان إزاء قومه ومجتمعه بقدر ما هي تحرير لهذا الإنسان.
ومن كلماته المأثورة في تمجيد الحرية والحث على مقارعة الاستبداد، قوله: "إن الهرب من الموت موت . وطلب الموت حياة. والحرية هي شجرة الخلد، وسقياها قطرات الدم المسفوح.. والإسارة (العبودية) هي شجرة الزقوم، وسقياها أنهر من الدم الأبيض، أي الدموع!".
ومن المشكلات التي تناولتها كتابات الكواكبي "مشكلة الأقليات الدينية"، إذ خاطب المسيحين العرب قائلا لهم إن وحدة الأوطان لا تشترط وحدة الدين، وإن الوفاق الجنسي بينهم وبين المسلمين -باعتبار أن أغلبية العرب منهم- أقوى من الوفاق المذهبي بينهم وبين المستعمرين الأوروبيين.
فبدأ رحلة طويلة في إفريقيا
ففي عام 1901 ميلادي قام الكواكبي برحلة شهيرة أستغرقت 6 أشهر زار فيها شرق أفريقيا وجنوبها ، ودخل الحبشة وسلطنة هرر وذهب للصومال حتى شبه الجزيرة العربية
وزار جنوب اسيا والهند واندنوسيا حتى طاف في السواحل الجنوبية للصين ،
فكان يدرس ويتعرف اثناء هذه الزيارات على البلاد . والناس وثقافاتهم . واقتصادهم واحوالهم ومعيشتهم فجمع من العلم الكثي
تحدث الكواكبي بوصفه مصلحا إسلاميا في الكثير من آثاره الفكرية عن المنهج الإسلامي في الإصلاح السياسي وعن نظام الحكم الذي يسميه فالتمس أصول الإصلاح وفلسفاته وقوانينه من التجارب التاريخية
وأكد أن داء الأمة يكمن في فساد السياسة وإنتاج المستبد الذي "يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدي، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتّداعي لمطالبته"
ومن هنا قرر الكواكبي في كتاباته أنه "يلزم أولا تنبيه حس الأمة بآلام الاستبداد، ثم يلزم حملها على البحث في القواعد الأساسية للسياسة المناسبة لها بحيث يشغل ذلك أفكار كل طبقاتها"، مضيفا أن "أن الخلاص إنما يكون في الشورى الدستورية".
وهو يضع على الأمة مسؤولية كبيرة في التحرر من الاستبداد الداخلي لأن وجوده مقدمة لتمكن الاستبداد الخارجي، وإذا "لم تحسن أمة سياسة نفسها أذلها الله لأمة أخرى تحكمها، ومتى بلغت أمة رشدها وعرفت للحرية قدرها استرجعت عزتها، وهذا عدل".
ويلخص الكواكبي رؤيته للحرية ومشكلات الاستبداد بقوله إن الهدف من الديمقراطية والحرية والعدالة هو خدمة المجموع وسعادته، وهو لا يقصد فقط الحرية السياسية بل كان يرى للديمقراطية مضمونا اجتماعيا، ويراها التزاما للإنسان إزاء قومه ومجتمعه بقدر ما هي تحرير لهذا الإنسان.
ومن كلماته المأثورة في تمجيد الحرية والحث على مقارعة الاستبداد، قوله: "إن الهرب من الموت موت . وطلب الموت حياة. والحرية هي شجرة الخلد، وسقياها قطرات الدم المسفوح.. والإسارة (العبودية) هي شجرة الزقوم، وسقياها أنهر من الدم الأبيض، أي الدموع!".
ومن المشكلات التي تناولتها كتابات الكواكبي "مشكلة الأقليات الدينية"، إذ خاطب المسيحين العرب قائلا لهم إن وحدة الأوطان لا تشترط وحدة الدين، وإن الوفاق الجنسي بينهم وبين المسلمين -باعتبار أن أغلبية العرب منهم- أقوى من الوفاق المذهبي بينهم وبين المستعمرين الأوروبيين.
مؤلفات عبد الرحمن الكواكبي
ترك الكواكبي كتبا قليلة في عددها لكنها نوعية في مضمونها، من بينها مؤلفه الشهير "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" الذي كتبه أثناء إقامته في مصر، وكتاباه "أم القرى" الذي نشره باسمه المستعار "السيد الفراتي"، و"صحائف قريش" الذي لم يطبع
وفاة عبد الرحمن الكواكبي
توفي عبد الرحمن الكواكبي فجأة مساء الخميس 14 يونيو/حزيران 1902 في القاهرة، ويقال إنه مات مسموما بتدبير من السلطات التركية. شـُيعت جنازته في موكب مهيب، ودُفن في قرافة باب الوزير بسفح جبل المقطم شرقي القاهرة على نفقة والي مصر العثماني الخديوي عباس.
أقام له الشيخ علي يوسف صاحب جريدة "المؤيد" المصرية مأتما استمر ثلاثة أيام، ونـُقشت على قبره أبيات للشاعر المصري حافظ إبراهيم جاء فيها:
هنا رجل الدنيا هنا مهبِط التـقى هنا خير مظلوم هنا خير كاتب
قفوا واقرؤوا أم الكتاب وسلموا عليه فهذا القـبر قــــبر الكواكبي
تعليقات
إرسال تعليق