أنا ركن الإسلام .. أنا الفارس الصنديد أنا خالد بن الوليد
أنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
- خالد بن الوليد مخاطبا الروم قبل معركة اليرموك
خالد بن الوليد
هو القائد الفذّ الذي خُلِّد اسمه كأفضل القادة العسكريين في التاريخ خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وُلد في مكة سنة 30 قبل الهجرة، وكان يُكنى بأبي سليمان، وكان والده الوليد بن مغيرة أحد سادات قريش، ذوي المال والنفوذ والمكانة الاجتماعية والنسب الرفيع، وقد نشأ خالدٌ في بيت عزٍّ وترفٍ، وتعلَّم الفروسية وأساليب القتال منذ نعومة أظفاره وأظهر فيها براعةً عاليةً وذكاءً فريدًا وفِكرًا متميزًا عن أقرانه كافة حتى عُرف عنه بمقدرته على القتال في سيفين بكلتا يديه في آنٍ واحدٍ مما جعله فارسًا فرسان قريش، وفي هذا المقال سيتم التعرف على قصة إسلام خالد بن الوليد.خالد بن الوليد قبل الإسلام
عندما بدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إلى الدِّين الحق اختار خالدٌ البقاء على الشِّرك وعلى عبادة الأصنام والأوثان والدفاع عن قريشٍ في وجه الدِّين الجديد وأصحابه، لكنه لم يشهد غزوة بدرٍ وهزيمة قريشِ فيها، وفي غزوة أُحدٍ كان على رأس جيش الكفر وأظهر براعةً نادرةً ومقدرةً لا يمتلكها إلا قائدٌ فذٌّ، فقد استطاع تحويل هزيمة قريشٍ في المعركة إلى انتصارٍ وإلحاق الهزيمة بالمسلمين مع إيقاع أكبر عددٍ من القتلى فيما بينهم؛ وذلك بفضل فطنته وذكائه، وتجلّى ذلك عندما التف من وراء جبل اُحد حينما رأى رماة المسلمين قد تخلوا عن مواقعهم لجمع الغنائم، فباغتهم واستشهد آنذاك عددٌ كبيرٌ من الصحابة، وأُصيب الرسول الكريم في وجهه ورأسه.كما شارك مع قريشٍ في غزوة الخندق وكان قائد الفرسان الذين حاولوا اقتحام خندق المدينة، وكان قائدًا للفرسان الذين حاولوا منع المسلمين من دخول مكة في أثناء ما عُرف لاحقًا بصلح الحديبية.
قصة إسلام خالد بن الوليد
بقي خالد بن الوليد على شِركه وعدائه للإسلام والمسلمين حتى كان عام الحديبية، فبعد صُلح الحديبية بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وقريش، ففي عمرة القضاء من السنة التالية للصُّلح دخل الرسول الكريم وأصحابه بموجب الاتفاق مكة لأداء مناسك العمرة والمعروفة بعمرة القضاء وهناك سأل الرسول -عليه الصلاة والسلام- الوليد بن الوليد أخا خالدًا عنه؛ فقال له: يأتي به الله، ثم أرسل الوليد بن الوليد إلى أخيه خالدًا كتابًا يُخبره ما دار بينه وبين الرسول من حوارٍ بشأنه جاء فيه: “بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك! ومِثل الإسلام لا يجهلُه أحدٌ، وقد سألني رسول الله عنك، فقال: أين خالد؟ فقلتُ: يأتي الله به، فقال رسول الله: مِثلُه جَهِل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له؛ فاستدرك يا أخي ما فاتك، فقد فاتك مواطن صالحة”.وفي تلك الفترة الزمنية كان خالدٌ يفكر جديًّا في اعتناق الإسلام وانشرح صدره له أكثر عندما قرأ كتاب أخيه وسُرّ من سؤال النبي عنه ومقولته في حقه، وخرج من فوره من بيته ولقي في عثمان بن طلحة وذكر له ما عَزم عليه؛ فشجعه على قراره واتفقا على الخروج سويًّا للمدينة لإعلان إسلامهما وفي أثناء ذلك التقيا بعمرو بن العاص الذي رافقهما للمدينة لذات الغاية.
وصل الثلاثة المدينة ودخلوا على رسول الله في أواخر السنة السابعة للهجرة وأعلنوا إسلامهم، فقال الرسول لخالد بن الوليد: “الحمد لله الذي هداك قد كنتُ أرى لك عقلًا رجوتُ ألا يسلمك إلا إلى خيرٍ”، ثم طلب خالد من رسول الله الاستغفار له وأصرّ على ذلك بالرغم من أن الإسلام يجب ما قبله، وفي هذه المناسبة أطلق عليه الرسول سيف الله حين قال: “نعم عبد الله خالد بن الوليد سيفٌ من سيوف الله”، وبهذا تنتهي قصة إسلام خالد بن الوليد ليبدأ حياةً جديدةً في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.في معرفة الرجال
بزوغ نجم خالد بن الوليد في غزوة مؤتة
لما خرج المسلمون في غزوة مؤتة
إستشهد حاملو الراية الثلاثة :
زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة
فأخذ الراية ثابت بن أقرم فقال : يا معشر المسلمين
اصطلحوا على رجل منكم
فقالوا : أنت
قال : ما أنا بفاعل
فاصطلح الناس على خالد بن الوليد المخزومي
فلما أخذ خالد الراية قاتل قتال الأبطال الشجعان
حتى تكسرت في يده تسعة أسياف
ثم استعمل دهاءه وحنكته الحربية
فإنحاز بالجيش جانبًا ، وأنقذه من الهزيمة
وكان الليل قد أرخى سدوله
فانتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة
وغير نظام الجيش فجعل المقدمة ساقة والساقة مقدمة
والميمنة ميسرة، والميسرة ميمنة
وصفّ صفًا طويلًا وراء الجيش
فلما أصبح الصباح، وتقابل الجيشان
أنكر الروم ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئاتهم
وسمعوا من الجلبة وقعقعة السلاح
ما جعلهم يظنون أن مددًا وصل المسلمين
فرعبوا وانكشفوا، وما زال خالد يحاورهم ويداورهم والمسلمون يقاتلونهم في أثناء انسحابهم
حتى خاف الروم ، فتحاجز الفريقان وانقطع الرجال
وقد أبلى المؤمنون الشجعان بلاء حسنًا، في ذلك اليوم
وبفضل شجاعتهم وثباتهم تبدلت هزيمتهم نصرًا
وكيف لا يكون نصر وقد صمد جيش المسلمين
الثلاثة آلاف أمام جيش تعداده مائتا ألف ؟
وانسحابهم وهم موفورو العدد والعدة محفوظو الكرامة
وإنه لشئ نادر في تاريخ الحروب
أن يقف رجل واحد أمام سبعين من الجنود المدججين بالسلاح
ولكنه الإيمان الذي يرسخ في القلب
ولعل ما يثير العجب
أن جميع من استشهد من الجيش الإسلامي
في غزوة مؤتة لا يزيد عن اثنى عشر شهيدًا !!
ومن بعض صفاته رضي الله عنه :
انه كان طويلاً بائن الطول، عظيم الجسم والهامة
يميل إلى البياض ،كث اللحية
شديد الشبه بعمر بن الخطاب رضي الله عنه
حتي أن ضعاف النظر كانوا يخلطون بينهما
وكان من المحاربين القلائل
الذين كانوا يحاربوا بسيفين ويحرك فرسه برجله
الحكمة من موت خالد بن الوليد -رضي الله عنهُ- على فراشهِ مع صدقهِ في طلبِ الشهادة في سبيل الله في مظانِّها ومواطنِها وتحت ظلالِ السيوف في أكثر من مائة وعشرين معركة حاميةِ الوطيس أنَّ النبيَّ ﷺ لقَّبَ خالداً بسيف الله المسلول فإذا قُتل في معركةٍ فقتلهُ يعني كسرَ سيفِ الله وسيفُ الله لا يُكسرُ أبداً حتى لا يقول الناسُ:- قُتِل سيف الله وكُسِر، بل اختار الله لهُ أن يموتَ على فراشهِ،
رحمه الله ورضي عنه وأرضاه
.
اللهم أغفر له و أرحمه و أسكنه فسيح جناتك و ارضى عنه يارب العالمين 🤲
ردحذف