تركستان الشرقية الأيغور ماذا تعرف عن الأرض التي فتحها قتيبة بن مسلم
العاصمة : كاشغر
المساحة : ١.٨ مليون كم٢
السكان : أكثر من ٢٥ مليون
الديانة : مسلمون سُنّة (أحناف) يسمون الايغور
فتحها القائد قتيبة بن مسلم الباهلي
احتلتها الصين عام ١٩٤٩ (بعد فلسطين بشهور).
تتعرض لأخطر هجمة إبادة فى تاريخها، والهدف القضاء على الإسلام فى هذه البلاد، وقطع صلة الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين بدينهم.
تركستان: مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين، (ترك) و(ستان)، ويعني (أرض الترك)، وتنقسم إلى (تركستان الغربية) أو آسيا الوسطى - التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا- ويحدها من الشرق جبال (تيان شان)، ومن الغرب (جبال الأورال) و(بحر قزوين)، ومن الشمال سلاسل جبلية قليلة الارتفاع، ومن الجنوب هضبة التبت..أما تركستان الشرقية الخاضعة الآن للصين، وتعرف باسم مقاطعة (شنجيانج)، فيحدها من الشمال الغربي ثلاث جمهوريات إسلامية هي: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيستان، ومن الجنوب أفغانستان، وباكستان، ومن الشرق أقاليم التبت الصينية.
وتبلغ مساحة تركستان الشرقية حوالي (1. مليون كم2، أي خُمس مساحة الصين، وهي تعد أكبر أقاليم الصين، ويزيد عدد سكانها على (25) مليون نسمة، ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة: كالأجور (وهم يشكلون غالبية الإقليم)، والتركمان، والقازاق، والأوزبك، والتتار، والطاجيك، ونسبة المسلمين فيها حوالي 95%..وقد أطلق الصينيون على تركستان الشرقية اسم (شينجيانغ)، وتعني الوطن الجديد، أو المستعمرة الجديدة، وكانت تتمتع قديمًا بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.
أما حديثًا فهي غنية بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية، فتمتلك احتياطياً ضخماً من البترول ينافس احتياطي دول الشرق الأوسط، وتمتلك من الفحم ما يعادل (600) مليون طن، وبها أجود أنوع اليورانيوم في العالم، ويستخرج من ستة مناجم بها؛ لذا فهي عصب اقتصاد الصين وعصب صناعاتها الثقيلة والعسكرية، فالصواريخ الصينية النووية، والصواريخ البالستية عابرة القارات تنتج في تركستان الشرقية.
وجاء في موقع (تركستان الشرقية) أن تركستان الغربية وتركستان الشرقية كانتا جزءاً واحداً اقتسمته السلطات الصينية، وكان هذا التقسيم ثمرة لصراع مرير بين الجانبين دام 200 سنة..فتمتعت بلاد تركستان بالاستقلال الكامل منذ فجر التاريخ حتى ظل الإسلام وبعده وظلت هذه البلاد في أكثر الأحيان متماسكة سياسياً واقتصادياً ومستقلة حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي..والجزء الغربي من تركستان تم احتلاله تدريجيا من قبل حكام الروس في عام 1865م، ومن ثم عرفت تلك المناطق بتركستان الغربية وبعد قيام اتحاد الجمهوريات الاشتراكية الروسية في عام 1922م قسمت هذه البلاد إلى خمسة جمهوريات تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية المستقلة في آسيا الوسطى..وأما الجزء الشرقي من تركستان فقد غزاه حكام من سلالة منجو الصينية في عام 1876م، وتبع ذلك الغزو أن أصبحت تلك المناطق تعرف باسم شينجيانغ ومعناه (المستعمرة الجديدة).
الإسلام في تركستان:
كانت بداية وصول الإسلام إلى تركستان- بصفة عامة- في خلافة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) على يد الصحابي الجليل الحكم بن عمرو الغفاري - رضي الله عنه -، لكن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان على يد قائده قتيبة بن مسلم الباهلي الذي تمكّن في الفترة من (83- 94ه- = 702- 712م) من السيطرة على ربوع التركستان ونشر الإسلام بين أهلها، ثم دانت لحكم العباسيين بعد سقوط الخلافة الأموية. وفي فترات ضعف الخلافة العباسية قامت في المنطقة مجموعة من الدول المستقلة، ثم حكمها المغول بعد قضاء جنكيز خان على الدولة الخوارزمية سنة (628هـ = 1231م).وتوطد الإسلام في تركستان الشرقية سنة (322هـ = 934م)، بعدما اعتنق الخان ستاتول بوجرا - الذي أصبح حاكمًا للإقليم - الإسلام، وأسلم لإسلامه معظم السكان، وبمرور الوقت أصبح شرق تركستان مركزًا رئيسيًا من مراكز الإسلام في آسيا.. وتوضح المصادر التاريخية أن معارك دامية قامت بين المسلمين التركستانيين وبين حكام (منجو) الصينيين في عام 1759م؛ راح ضحيتها أكثر من مليون مسلم وفرضوا سيطرتهم على تركستان الشرقية حتى عام 1862م..وقد شهدت تلك الفترة تمرد شعب تركستان الشرقية ضد احتلال المنجو 42 مرة..وفي آخر تمرد عام 1863م نجح الشعب التركي المسلم في طرد حكام منجو من وطنهم وأقاموا دولة مستقلة إسلامية تحت زعامة يعقوب بك الذي استمر حكمه 16 عاما.
بعد تولي الحكومة الوطنية الصينية مقاليد السلطة في الصين عام 1911م حاول شعب تركستان الشرقية التحرر من الاحتلال الأجنبي فقاموا بعدة ثورات ونجحوا مرتين: الأولى في عام 1933م، والثانية في عام 1944م، حيث تمكنوا من إقامة دولة مستقلة إسلامية في تركستان الشرقية، إلا أن تلك الدويلة المستقلة لم يكتب لها الاستمرار؛ حيث إن موسكو لم تتردد في كلا المرتين في إرسال قواتها البرية والجوية والقيام بكل ما من شأنه القضاء على هذه الجمهورية الفتية؛ لأنهم كانوا يعرفون أن تركستان الشرقية ستكون دعما لشقيقاتها في آسيا الوسطى في كفاحها للتخلص من ربقة الشيوعية. وقتل الصينيون - بعد سقوط الحكومتين - أكثر من مليون مسلم.
حكم الصين الشيوعي:
بدأت الصين الشعبية احتلال تركستان الشرقية بمذابح رهيبة، وفرضت حكمها بعد مجازر دموية فظيعة، وكان ما فعلت في البلاد أن هرعت إلى بعض الترتيبات لإزالة الإسلام من النفوس، ومواصلة حكمها للبلاد..وقسمت البلاد إلى450 كوميون (معسكر العمل الإجباري) ليعمل فيها العمال والفلاحون المسلمون، وهم يشكلون 98% من عدد السكان، وقد مات الكثيرون في هذه المعسكرات، وألغيت الملكية خاصة، وصودرت كل ثروات المسلمين بما في ذلك حلي النساء..وأعلنت حتى الأفراد والأولاد للحكومة وجعل طعام الناس جماعية، ومُنع الطبخ في البيت، وفُرق الأزواج عن بعضهما، وكان يؤذن للمتزوج بلقاء زوجته لعدة دقائق بعد كل أسبوعين، وكانت تُمنح المرأة إجازة لثلاثة أيام فقط للولادة.وأعلنت الحكومة الشيوعية قطع صلة مسلمي تركستان الشرقية بالإسلام والمسلمين عموما، فمنعت خروج المسلمين إلى خارج البلاد كما منعت دخول أي أجنبي، وفوق ذلك كل من كان له أقارب في الخارج كان يعذب حتى يسجن بتهمة أنه جاسوس وله ارتباط في الخارج..ومنعت الحكومة الشيوعية إقامة الصلاة وصوم رمضان وبقية أركان الإسلام وقراءة الكتب الدينية والقرآن والصحف الأجنبية وكذلك الاستماع إلى إذاعات الدول الأجنبية..ومنعت من استضافة الضيوف ومساعدة أسر المجرمين، ومن الحزن على الأقارب المنفذ فيهم حكم الإعدام ومن احترام الميت، ومن إقامة مراسم للأفراح أو للجنائز..ومنعت أيضا أكل المأكولات باللحم والسمن ولبس الملابس الحريرية أو الصوفية وإخفاء النقود أو الأشياء القيمة في المنازل. وأجبرت الشيوعية على التحدث عن (ماوتسى تونغ) بوصفه (الإله الحي)، وعلى القبول بما تقول به الشيوعية دون قيد أو شرط. نتيجة لذلك المعاناة -
وحتى يدافع المسلمون عن وطنهم ويحافظون على دينهم وهويتهم - قام شعب تركستان الشرقية ب- 45 ثورة تمرد ضد الشيوعيين في الفترة من عام 1949م إلى 1968م، أعدم منهم ما يقارب 360 ألف مسلم من تركستان الشرقية..ونجح أكثر من 200 ألف في الهجرة إلى الدول المجاورة، بينما اعتقل ونقل نحو500 ألف إلى 19 معسكر أشغال شاقة في تركستان الشرقية.
مرحلة ما بعد (ماوتسي تونغ):
بدأت فترة المعاصرة بعد مات ماو في عام 1978م، وبعد أن ثبّت الشيوعيون أقدامهم في تركستان الشرقية, وذلك عبر القضاء على الزعماء الوطنيين والعلماء ورجال الدين ورجال الأعمال بشتى الأساليب وبعد القضاء على التعاليم الإسلامية والحضارة التركية والمعالم الوطنية وبعد فرض سياسته التصيين الثقافي والتعليمي.. وتتميز هذه الفترة بتحول الشيوعيين الصينيين من تطبيق سياسة الإرهاب المكشوف إلى ممارسة سياسة تطبيق الشيوعية العلمية والتصيين الثقافي.في يوم 5 أبريل 1990م أراد أهل قرية بارين في منطقة آقتو في جنوب كاشغر بناء مسجد جديد في قريتهم، فاعترضت السلطات الشيوعية وبدأ الاشتباك معهم، وقصفت القوات الصينية تلك القرية بالمدافع والطائرات، بل ازدادت وحشيتهم بإلقاء القنابل اليدوية على البيوت لإجبار النساء والأطفال على الخروج منها، فمن لم تقتله القنابل قتله رصاص الجنود الصينيين؛ وذهب ضحيتها أكثر من ستين مسلماً حسب إعلان الحكومة، واعتقل أكثر من ألف شخص ولا يزال بعض من ألقي القبض عليهم في السجون حتى اليوم..وقد ألقى سونغ هان ليانغ - رئيس الحزب الشيوعي للمقاطعة - تقريراً عن هذه الواقعة في اجتماع اللجنة المركزية لأعضاء الحزب الشيوعي لمقاطعة شينجيانغ (تركستان الشرقية) في 21 أبريل1990م، واتخذت السلطات الصينية على إثره عدة إجراءات تم تنفيذها من تاريخ 16 سبتمبر 1990 م وتضمنت ما يلي:
تعليقات
إرسال تعليق