نذر عبد المطلب
كان عبد المطلب قد نذر نذرا أنه إذا اعطاه الله عز وجل عشرة من الأولاد الذكور يمنعونه (اي يبلغون قوة ويعينونه) فقد نذر لله ان يذبح واحدا للآلهة .
ورزقه الله عشرة من الأولاد منهم (حمزة،والعباس،وابولهب، وابوطالب،وضرار،والحارس، والزبير،وأصغرهم اسمه عبد الله )
فلما بلغ العشرة مبلغهم ، جمع عبد المطلب أولاده وقال لهم : إني قد نذرت نذرا ، ان اذبح واحدا منكم للآلهة ، فمن وقعت عليه القرعة سوف يقرب للآلهة .
فوافقوا جميعا ، واجتمع العشرة فطلب منهم عبد المطلب أن يكتب كل واحد منهم اسمه في "قدح" ويدخل به إلى الكعبة ، وكان داخل الكعبة صنم يقال له "هبل" وعند هذا الصنم قداح يقف عليهم رجل يقال له صاحب القداح ، دخل إليه عبد المطلب واخبره بنذره وبأنه سيذبح أحد اولاده ،
فقدم كل واحد من ابناء عبد المطلب قدحه للصنم ولصاحب القداح ليضرب القدح بالقدح .
فخرج القدح على أصغر أبناء عبد المطلب وأحبهم إليه "عبد الله" .
فلما استقر الأمر على عبد الله ، لم يكن هنالك أمامه إلا ان ينفذ نذره ، وأخذ السكين وجر ابنه عبد الله ليذبحه ، فإذا بأهل قريش ينظرون إليه وقاموا من نواديهم وفزعوا إليه قالوا له ماذا تصنع ؟
قال لهم اوفي بنذري .
قالوا وأي نذر هذا ؟
قال : ان أذبح عبد الله فإن القدح وقعت عليه .
قالوا إن فعلت هذا سيتبعك الناس ويفعلون كما تفعل وحاولوا إقناعه بأن لايفعل .
قال : سأفعل وسار إلى عبد الله ليذبحه .
فقام إليه الأشراف وسادة قريش
قالوا : لاتفعل حتى تعذر فيه .
قال : وكيف أعذر فيه .
قالوا : هنالك عرافة في الحجاز ، عندها تابع (شيطان من الجن) أذهب إليها فإن أمرتك ان تذبح هذا الابن فذبحه ، وإلا افعل ماتأمرك به وبهذا تكون قد أعذرت نفسك ، وإلا فديناه بجميع أموالنا .
اقتنع عبد المطلب برأيهم ، وسار بأبنه عبد الله ومعه بعض من اهل قريش إلى الحجاز ، وكان طوال الطريق يدعوا ربه ان ينجي ابنه عبد الله ، فلما وصلوا إلى تلك العرافة في الحجاز ، دخل عندها وجلس ، اخبرها بالقصة وماقصة النذر الذي نذره ثم كيف وقعت القداح على عبد الله .
فقالت العرافة : أخرجوا من عندي الأن وأتوني غدا حتى يأتيني تابعي (شيطان من الجن)
فظل عبد المطلب الليل كله يدعوا الله ، وفي الصباح ذهب إلى العرافة فدخل إليها ، قال ماذا تقولين ؟
قالت : كم دية القتيل عندكم ؟
قال : عشرة من الإبل .
قالت : احضروا عشرة من الإبل ، واحضروا عبدالله ابنك .
فاضربوا القداح عليهما ، فإن خرجت القداح على عبد الله ، فزيدوها عشرة اخرى ثم اضربوا القداح مرة اخرى ، حتى تقع القداح على الإبل ، فإن وقعت القداح على الإبل فذبحوها مهما بلغت ، فإن الرب قد رضيها .
خرج عبد المطلب فرحا منطلقا إلى قومه فقد وجد فرصة لنجاة ابنه .
وصل عبد المطلب إلى مكة ، وأخبر أهل قريش بما قالته العرافة ، وجاء بعشرة من الإبل ، وعبد الله عندهم ، وجاء بالقداح ليضربها فإذا بالقدح يخرج على ابنه عبد الله .
فزاد الإبل عشرة اخرى ، وضرب بالقدح فخرجت على عبد الله أيضا .وظل يزيد عشرة وراء عشرة حتى وصل للمائة فضرب بالقدح ، وإذا بالقداح تخرج على الإبل . ففرح الناس لأن الآلهة قبلت منهم .
ولكن عبد المطلب لم يرضى ، حتى يضرب مرة اخرى ليتأكد ، فضرب بالقدح مرة اخرى وخرجت على الإبل ، فلم يرضى وضربها مرة ثالثة فخرحت على الإبل ، وحفظ الله عبد الله من الذبح .
ومن شدة فرح عبد المطلب بنجاة ابنه ذهب إلى سيد بني زهرة ،
وقال له : أريد ان اخطب ابنتك أمنة لعبد الله ابني ، وكان الفرح فرحين ، حفظ الله "عبد الله"
وتزوج من امنة بنت وهب لكن الزواج لم يدوم طويلا ،
ما أن حملت امنة بنت وهب من زوجها عبد الله بن عبد المطلب ، قدر الله عز وجل ان يتوفى عبد الله ، ولم يرى عبد الله ابنه من امنة ، هذا كان قدر الله ان ينجي هذا الرجل حتى يتزوج فلما حملت منه امنة وقام بمهمته توفاه الله عز وجل
تعليقات
إرسال تعليق