هدم الكعبة عام الفيل
أبرهة الحبشي
هو حاكم اليمن والحجاز لمدة من الزمن ، وهو مسيحي متدين ، وكان يعمل تحت حكم النجاشي ملك الحبشة .
لما رأى أن الناس كلهم يحجون إلى الكعبة ، لم يقبل بهذا الأمر ولم يرضى به ، حاول أن يصرف الناس عن الكعبة لكنه ما استطاع منع ذلك ، فقرر أن يبني كنيسة عظيمة كبيرة ليحج الناس إليها .
ولم يدري أن الكعبة ليست أي بناء ، هذه الكعبة بنيت بأمر الله عز وجل بناها إبراهيم الخليل لتكون أول بيت لعبادة الله عز وجل
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } صدق الله العظيم .
ولما بنا إبراهيم البيت أذن قال الله عز وجل :{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } صدق الله العظيم ..
فكانت الناس تأتي من كل صوب للحج في بيت الله .
غاظ أبرهة ما رأى من حج الناس من كل الدنيا إلى هذه الكعبة فبنى كنيسة سميت (القليس)
ويذكر أنه لما بنيت هذه الكنيسة التي لم تكن مثل سابقاتها ارسل من كان يبنيها إلى النجاشي يقول : أيها الملك إني قد بنيت لك كنيسة لم يبنى قبلها لملك قط ، وسوف أدعوا الناس للحج فيها ، فأرسل في الأمصار أن يأتي الناس لهذه الكنيسة كي يحجوا فيها أرسل رسولا إلى كل وادي وكل بلدة وكل قرية .
فلما قام أبرهة يأمر الناس بالحج إلى الكنيسة و صرفهم عن الكعبة ، غضب العرب وذهب أحدهم إلى تلك الكنيسة متسللا في الليل ولوثها ( فعل فيها النجاسات ) دفعه إلى ذلك حقده على النجاشي ومايفعله بالعرب ومحاربة دين العرب ، فلما وصل الخبر إلى أبرهة الحبشي أشتعل غضبا ، وأرسل في جيشه يأمرهم أنه عزم على هدم الكعبة .
فجيش الجيوش وعبأها واستعد أبرهه لهدم الكعبة .
قد سار الأشرم للكعبة .... وأتى بالفيل ليهدمها
لم يدرك حجم جريمته.... . لم يعلم سوء مغبتها
هدم الكعبة
خرج أبرهة بجيش عظيم عرمرم ،قاصدا مكة لهدم الكعبة ، سمعت القبائل والعرب بخبره ، فقام في وجهه رجل من ملوك اليمن اسمه (ذو نفر) واجتمعت معه بعض القبائل ليقاوموا أبرهة وجيشه .
لكن أبرهة كان أقوى وهزمهم وأسره .
وأكمل طريقه إلى الشمال قاصدا مكة المكرمة ، ونزل في مكان يسمى (خثعم) وكان هنالك رجل يسمى (نفيل الخثعمي) فجمع القبائل ليقاتلونه ، فالعرب لم تكن ترضى أن احدا يقترب من مكة المكرمة أو يعترض للكعبة المشرفة ، وجمع له بعض القبائل وهاجموا جيش أبرهة ، ولكنهم هزموا أيضا .
وأكمل طريقه حتى وصل إلى ثقيف فخرجت له ثقيف تبايعه وقالوا له نحن عبيدك ولك علينا السمع والطاعة وكانت ثقيف تعبد "اللآت" فقالوا له هذا البيت الذي عندنا ليس هو الكعبة إنما هو بيت "اللآت" فإذا أردت كنا لك طائعين ونرسل معك من يدلك على الكعبة .
وأرسلوا معه رجل يسمى أبو رغال ، وقبل أن يصلوا إلى مكة هلك ومات فكانت العرب ترجم قبره ويسمونه دليل أبرهة ، ثم بعد ذلك أرسل أبرهة رجلا إلى مكة يسمى ( الأسود ) ليستطلع الأخبار فخرج الأسود ومعه بعض الخيل فلما وصلوا مكة سلبوا ونهبوا بعض أموال أهل مكة وكان من بين ما سلبوه ٢٠٠ بعير كانت لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم ،
ثم اجتمع هذيل وكنانة وقريش يريدون قتال أبرهة ، ولكن لما عرفوا قدر قوته وحجم جيش تراجعوا عن ذلك .
أما أبرهة فقد ارسل رجل إلى قريش قال لهم : إني لا أريد بكم حربا ولا حاجة لي بدمائكم ، إنما أردت هدم الكعبة ، فخلوا بيني وبينها
فقال له عبد المطلب سيد قريش : ونحن لاحاجة لنا في حرب أبرهة .
وخرج عبد المطلب إلى معسكر أبرهة دخل عبد المطلب على خيمة أبرهة وكان أبرهة جالس على الكرسي وحوله الحاشية
فما رأى أبره عبد المطلب أستعظمه وأعطاه هيبته ووقاره .
فقال أبرهة لعبد المطلب ما حاجتك ؟
فقال عبد المطلب إن لي مئتان من الإبل أخذها صاحبكم أريدكم أن ترجعوها إلي .
فقال أبرهة إنني عندما رأيتك أعجبت بك وأعطيتك قدرك وهيبتك ، ولكنك لما طلبت مني طلبك هذا زهدت فيك .
قال عبد المطلب ولماذا زهدت بي ؟
قال أبرهة جئت تسألني وتطلبني مئتان من الإبل ، وتترك بيتا هو دينك ودين ابائك وأجدادك لاتكلمني فيه .
قال عبد المطلب أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه ويمنعه .
فأخذ عبد المطلب الإبل ورجع إلى مكة يقول لهم اخرجوا فإن أبرهة عازم على هدم الكعبة واستباحة الحرم ، فخرج الناس يهربون إلى الجبال وإلى الشعاب ، وجلس عبد المطلب أمام الكعبة يدعوا الله عز وجل أن يحمي بيته
ثم أمر الناس أن يخرجوا من مكة وفرغت الكعبة ومكة من الناس ينتظرون قدوم أبرهة وجيشه .
طيور الأبابيل
وفي صباح اليوم التالي أنطلق أبرهة بعد أن جهز جيشه ، ومعهم الفيل لهدم الكعبة .
أنطلق أبرهة لهدم بيت الله الحرام ، أول بيت وضع للناس ، وأعظم بقعة على وجه الأرض .
ولكن الفيل برك في مكانه ، حاولوا أن يقيموه فلم يستطيعوا ، وكان يسير في أي جهة إلا جهة الكعبة ، يبرك ولا يتحرك ، بدأ الرعب يدب في الجيش وفجأة أظلمت السماء ، نظر الجيش إلى السماء فشاهدوا مجموعات من الطيور العظيمة الكبيرة تغطي السماء ، كل طير في منقاره حجر وفي رجليه حجرين وإذ في السماء تمطر
ولكن ليست أي مطر ، أمطار من الحجارة تتساقط من السماء
قد سار الأشرم للكعبة وأتى بالفيل ليهدمها
لم يدرك حجم جريمته لم يعلم سوء مغبّتها
فالله لطير قد أرسل كي ترميهم بحجارتها
حتى صاروا مثل العصف المأكول بفعل إصابتها.
وبدأ الجيش يتساقط والحجارة تتنزل من السماء، كل من أراد الهروب تبعته الطيور وقتلته
وأهل مكة ينظرون ويدعون الله أن بنجيهم وأن ينجي بيته ،
وأبرهة يهرب من تلك الساحة لايعلم إلى اين الخلاص ، وهكذا دمر الله عز وجل أبرهة وجيشه
قال الله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ }
تعليقات
إرسال تعليق