معجزة الإسراء والمعراج
تعريف معجزة الإسراء والمعراج :
الاسراء والمعراج هي رحلة عظيمة قدرها الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام ، الإسراء هو الرحلة الأرضية التي قام فيها النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وقد خلد الله عز وجل هذه المعجزة في سورة الإسراء قال الله :
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
المعراج : هو الرحلة السماوية والأرتفاع إلى السماء عند سدرة المنتهى ثم الرجوع بعد ذلك ألى المسجد الحرام ، وخلد الله هذه المعجزة في سورة النجم قال الله :
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} .يذكر
يذكر أنه لم يحدد وقت الإسراء والمعراج ولم يعلم موعده فقد ذكر بعضهم أنه وقع في ربيع الأول ، وذكر ايضا انه في رجب ، وذكر انه في رمضان .
قبل الهجرة بسنة واحدة وبعد وفاة خديجة رضي الله عنها ووفاة ابوطالب ، وبعد ما ضاق الأمر وذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى القرى يلتمس النصرة من القبائل والأقوام وبعد عودته من رحلة الطائف ، وقعت حادثة الإسراء والمعراج .
كيف وقعت حادثة الإسراء والمعراج :
وتقسم إلى رحلة الإسراء الأرضية والمعراج إلى السماء .
الإسراء
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمـر بهذه المرحلة، وكانت الدعوة تشق طريقًا بين النجاح والاضطهـاد ، أكرم الله عز وجل النبي عليه الصلاة والسلام بالإسراء والمعراج ، لأجل التخفيف عنه وتثبيته .
كان النبي عليه الصلاة والسلام نائما فجاءه جبريل عليه السلام ، ومعه دابة اسمها البراق تضع قدمها على نهاية طرفها من شدة سرعتها ، وأسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ، فدخل إلى المسجد الأقصى وربط الدابة على حائط هناك ، وصلى بالأنبياء إماما فقد كانت الصلاة معروفة ولكنها لم تكن مفروضة واجبة .
المعراج
بعد أسرى الله بنبيه من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى وصلى بالأنبياء ، عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل فالسماء لها حراس ، قيل من ؟
قال جبريل
قيل من معك ؟
قال معي محمد
قيل أوقد أوحي إليه ؟
قال نعم وفتحت له السماء الدنيا ، فدخل ورأى فيها آدم عليه السلام ، فسلم عليه
قال آدم من هذا ؟
قالوا هذا محمد
قال اوقد أوحي إليه ؟
قال جبريل نعم
فقال آدم مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح .
ثم عرج به إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأي فيها يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم، فلقيهما وسلم عليهما، فردا عليه مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح .
ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأي فيها يوسف، فسلم عليه فرد عليه مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح .
ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأي فيها إدريس، فسلم عليه، فرد عليه، مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح .
ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأي فيها هارون بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح .
ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقى فيها موسى بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح ، فلما جاوزه بكى موسى، فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال: أبكى؛ لأن غلامًا بعث من بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى.
ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقى فيها إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح .
ثم صعد إلى سدرة المنتهى ، فإذا نَبْقُها مثل قِلاَل هَجَر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، ثم غشيها فراش من ذهب، ونور وألوان، فتغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها. ثم رفع له البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون. ثم أدخل الجنة، فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك.
فرض الصلاة :
ثم عرج به إلى الجبّار جل جلاله، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة ،
اطاع النبي ونزل فلما وصل إلى السماء السادسة مر بموسى عليه السلام ، فقال له: بم أمرك ربك؟ قال: [بخمسين صلاة]. قال: إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فالتفت إلى جبريل، كأنه يستشيره في ذلك، فأشار : أن نعم إن شئت ، فرجع النبي عليه الصلاة والسلام فوضع الله عشرة
ثم أنزل حتى مر بموسى، فأخبره، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل، حتى جعلها خمسًا، فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال: (قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم) فلما بعد نادى مناد: قد أمضيت فريضتى وخففت عن عبادى
ماذا رأى النبي في السماء :
رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الـرحلة أمورًا عديدة:
1- عرض عليه اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقيل: هديت الفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك.
2- ورأي أربعة أنهار يخرجن من أصل سدرة المنتهى: نهران ظاهران ونهران باطنان، فالظاهران هما: النيل والفرات، عنصرهما. والباطنان: نهران في الجنة.
3- ورأى مالكًا خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة، وكذلك رأي الجنة والنار.
4- ورأى أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم قطعًا من نار كالأفهار، فتخرج من أدبارهم.
5- ورأى أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم قطعًا من نار كالأفهار، فتخرج من أدبارهم.
6- ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمين.
7- ورأى النساء اللاتى يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثديهن.
8- ورأى عيرًا من أهل مكة في الإياب والذهاب، وقد دلهم على بعير نَدَّ لهم، وشرب ماءهم من إناء مغطى وهم نائمون، ثم ترك الإناء مغطى، وقد صار ذلك دليلًا على صدق دعواه في صباح ليلة الإسراء.
تكذيب قريش لرسول الله :
لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس، فجلاه الله له، حتى عاينه، فطفق يخبرهم عن آياته، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئًا، وأخبرهم عن عيرهم في مسراه ورجوعه، وأخبرهم عن وقت قدومها، وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها .
وقد سمي أبوبكر بالصديق لتصديقه الرسول حيث ظهرت مكانته في هذه الحادثة فكان كلما قال النبي صلى الله عليه وسلم شيئا عن رحلته ، قال صدقت ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام وأنت يا ابوبكر الصديق ، فصار لقبه منذ ذلك الوقت .
تعليقات
إرسال تعليق